يحكي فيلم Black Panther او الفهد الاسود قصة ملك لبلد خيالي يسمي Wakanda، بلد به تكنولوجيا وثروات فائقة لم يحلم بها البشر يوما ولم توجد في اي حضارة معروفة علي الاطلاق. مصدر هذا الثراء والتكنولوجيا هو معدن من الفضاء يسمي الـ vibranium، وهو مصدر للطاقة النظيفة لهذا البلد الذي تم اخفاؤه على مر العصور عن باقي العالم اجمع حتي لا يتم استغلاله فى الحروب والتدمير.
بالطبع قد رأينا جميعا الحادث المؤسف الذي مات فيه ملك Wakanda الاسبق T’Chaka والذي خلف العرش لأبنه T’Challa في فيلم Captain America: Civil War ويبدأ الفيلم من هذه النقطة تحديدا، حيث يجب على T’Challa ان يرجع الي Wakanda ويتسلم مقاليد الحكم ويصبح الملك الجديد.
بالطبع الفيلم يحمل بصمة شركة Marvel اللميزة من الخدع البصرية والسينمائية والادوات التكنولوجية العالية التي يتميز بها ابطالها الخارقين، ولكنه بالفعل فيلم مختلف عن باقي افلام الابطال الخارقين، فقد نجحت Marvel في اضفاء الجانب القبلي والثقافي للعرق الاسود وتخلت قليلا عن الابهار المبالغ فيه والمشاهد السريعة، لتعطي للمشاهد مساحة لتأمل المعاني الانسانية والمشاعر الموجودة في الفيلم. وقد ظهر ذلك جليا في اكثر من موقف، منها الصعوبات التي تواجه الملك T’Challa في ان يكون ملكا واستعانته بروح ابيه علي غرار فيلم The Lion King الذي انتجته Disney قبل عقود.
ايضا تؤسس قصة الفيلم بشكل جيد روح القبلية والأسرة داخل امجتمع الاسود، عكس الكثير من افلام مارفل التي نجد فيها ابطالها الخارقون وحيدون او بلا اصول واضحة تقريبا، فأن فيلم Black Panther يتحدث عن قبائل دامت لالاف السنين، يتخلل المشاهد بين الحين والاخر رقصات وموسيقي افريقية خالصة وطقوس قبلية قديمة جدا تشعرك انك قد انتقلت الي قلب القارة الاسوداء وتعيش فعلا بين افرادها.
حتي الاعداء في هذا الفيلم مختلفين قليلا، فف معظم افلام Marvel يكون العدو في معظم الاحيان بلا هدف او اهدافه غير واضحة وساذجة في الكثير من الاحيان، ولكن في فيلم Black PantherK كان الشرير Killmonger ذو دوافع واضحة ومنطقية بل وانسانية ايضا، لدرجة انه اصبح بطل الفيلم بدلا من ان يكون الشرير المكروة، فهو ذلك الشرير المظلوم التي دفعته الظروف الخارجة عن ارادته الى تشويه فكره وجعله حانقا علي العالم بما فيه.
وقد حقق الفيلم ايرادات منفردة واستثنائية بأجمالي 1.3 بليون دولار في دور العرض وحدها، وقد ساعد في هذا النجاح المبهر قضية الفيلم نفسها في توقيت يتعرض فيه السود في امريكا الي اضطهاد صريح وواضح من قبل الحكومة الامريكية ورغبة Trump العنصرية في الحد من حقوق الاجناس الملونة واعطاء افضليات قصوي للرجل الابيض، كما انه يعتبر اول فيلم في عالم Marvel يناقش قضايا السود واعضاؤه بالكامل ابطال خارقون من الجنس الاسود.