حرب النجوم: من هو الإمبراطور بالباتين؟ وما قصته؟

إمبراطور الظلام: القصة الكاملة لبالباتين، تسلسل زمني لشخصيته وخفايا مؤامراته

يعد الإمبراطور بالباتين الشرير الرئيسي في سلسلة حرب النجوم، مما جعل تطور شخصيته أحد أكثر الجوانب تمدداً في ملحمة سكاي ووكر. لطالما اعتُبر بالباتين من أبرز أشرار السلسلة، نظراً لدوره المستمر كعقبة رئيسية أمام تنظيم الجيداي. ورغم ظهوره المتكرر في أحداث ملحمة Skywalker، فإن التفاصيل التي كُشفت عنه في المواد الرسمية تظل محدودة ومبعثرة، باستثناء ما عُرض في الأفلام الرئيسية التسعة.

ماذا نعرف عن أصل بالباتين قبل أفلام حرب النجوم؟

خلفية قصة بالباتين كانت دوماً محاطة بالغموض

نظرًا للمدة الطويلة التي ارتبط فيها بالباتين بقوى السيث، يبقى تاريخه المبكر قبل أحداث فيلم Star Wars: Episode I – The Phantom Menace غامضًا إلى حد كبير. اشتهر بالباتين دائمًا ببراعته في إخفاء الحقائق والأسرار، مما يجعل المعلومات المتوفرة عن حياته الأولى قليلة جدًا. كانت هناك فرصة سانحة لتوسيع معرفتنا حول تلك الفترة من حياته خلال الموسم الثاني من مسلسل The Acolyte  قبل أن يتم إلغاؤه. خصوصًا مع التلميحات التي أشارت إلى إمكانية ظهور سيد السيث Darth Plagueis معلم بالباتين. ومع ذلك، من المعروف أن السنوات الأولى من حياة بالباتين ترتبط بشكل أساسي بكوكب Naboo.

عُرف عند ميلاده باسم Sheev Palpatine ونشأ في مدينة Theed، عاصمة كوكب Naboo. ترعرع في بيئة سياسية ساعدته على تطوير مهارات التلاعب منذ صغره. مع مرور الوقت، أصبح بالباتين سناتور يمثل كوكب Naboo ولعب دورًا بارزًا في المشهد السياسي خلال حقبة الجمهورية المجرية. في تلك الأثناء، كان يتلقى تدريبه على أساليب السيث تحت إشراف سيده Darth Plagueis. استطاع بالباتين أن يوازن بين رحلته في تعلم فنون السيث وتعزيز قوته السياسية، حتى أتقن كل ما يمكن تعلمه من بليغاس، حيث سعيا معًا لتحقيق الخلود. لكن قبل أحداث فيلم The Phantom Menaceغدر بالباتين بمعلمه وقتله، مما جعله سيد السيث الأقوى في مجرة حرب النجوم الشاسعة.

تخطيط بالباتين لحروب المستنسخين وتأسيس الإمبراطورية

تنفيذ خطط بالباتين للسيطرة كان محور ثلاثية الأفلام التمهيدية

بعد قتله لـ Plagueis وترسيخ نفوذه داخل مجلس نواب المجرة، عمد بالباتين إلى التلاعب بالأحداث بشكل مدروس ليبلغ في النهاية منصب المستشار الأعلى. تمهيدًا لذلك، قام بتهيئة الظروف لدفع كواكب الاتحاد التجاري نحو الانفصال عن الجمهورية، مما شجع المزيد من الكواكب على السير في الاتجاه نفسه. هذه التطورات شكلت بداية سلسلة الأحداث في الخط الزمني لفيلم Star Wars: The Clone Wars، حيث استطاع بالباتين بفضل خططه المحكمة السيطرة على طرفي الصراع: الجمهورية والانفصاليين. وعلى الرغم من أن تفاصيل خطته تبدو معقدة للوهلة الأولى، فإن النظر إلى الصورة الكبرى يكشف بساطتها، حيث كان يهدف إلى نشر الفوضى على نطاق واسع في أرجاء المجرة خلال الحقبة الزمنية التي تغطيها الأفلام التمهيدية.

تعاظمت قوة السيث مع تزايد الفوضى التي اجتاحت المجرة، في حين بدأت قوة الجيداي تضعف تدريجياً. بالتزامن مع ذلك، توسع النفوذ السياسي لبالباتين، وأصبحت الجمهورية تنظر إليه كقائد ملهم يُعتمد عليه. كان إنشاء جيش المستنسخين جزءًا أساسيًا من خطته لإشعال صراعات واسعة النطاق. قام بالباتين بزرع رقائق مثبطة داخل المستنسخين، ليتمكّن لاحقًا من تفعيلها فيما أصبح يُعرف لاحقا بالأمر 66.

كان الأمر 66 بمثابة حملة تطهير شاملة استهدفت القضاء على أبرز خصوم بالباتين، فرسان الجيداي. تعرض أكثر من عشرة آلاف جيداي في أنحاء المجرة للخيانة من قبل جنود المستنسخين الذين كانوا محل ثقتهم، ما أدى إلى نجاة عدد قليل فقط منهم من هذا الحدث المأساوي. لاحقًا واجه بالباتين مقاومة ضئيلة في طريقه لتنفيذ المرحلة الأخيرة من خطته الكبرى، التي تمثلت في إسقاط الجمهورية وإعلان تأسيس الإمبراطورية المجرّية. ومع تلاشي وجود الجيداي عن الساحة وتوليه السلطة الكاملة كقائد أوحد للجمهورية، أصبح بالباتين الحاكم الأعلى للمجرة، مؤسسًا بذلك أول إمبراطورية مجرّية.

خطط بالباتين خلال حقبة الظلام: تأمين سلطته كان الهدف الرئيسي

خلال حقبة الإمبراطورية، التي تمتد بين أحداث فيلم  Star Wars: Episode III – Revenge of the Sith وفيلم A New Hope، تمحور الهدف الأساسي للإمبراطور بالباتين حول تثبيت سلطته وتأمين إنجازاته. حيث تركزت جهوده على الحفاظ على أمن الإمبراطورية وترسيخ سلطتها، إلى جانب ضمان تنفيذ خططه بعيدة المدى التي منحها اهتمامًا كبيرًا. وفي سبيل تحقيق ذلك، أنشأ بالباتين ما يُعرف بفرق محاكم التفتيش Inquisitorius، بقيادة Anakin Skywalker، الذي أصبح يُعرف بعد انضمامه للجانب المظلم باسم Darth Vader. وكانت هذه الفرق مكلفة بتعقب وإبادة ما تبقى من أفراد الجيداي الذين نجحوا في النجاة من أمر التطهير الرقم 66.

بالإضافة إلى استخدام العديد من فرق التفتيش الإمبراطورية Inquisitors  لمطاردة  فلول الجيداي، بدأ بالباتين مشروعه السري لبناء نجم الموت Death Star. كان هذا السلاح سيئ الذكر قادراً على تدمير كواكب بأكملها، وذلك لضمان ألا تتحول أي مقاومة ضد حكم الامبراطور بالبتين إلى حرب مفتوحة. أخيراً، كان أحد العناصر الأساسية في خطط بالباتين خلال الحقبة المظلمة هو تجاربه المتعلقة بالاستنساخ. كما ظهر في مسلسل Star Wars: The Bad Batch، أطلق بالباتين Project Necromancer  كوسيلة لضمان استمرار حياته وتحقيق هدفه في الخلود الأبدي، الذي بدأه مع Plagueis، من خلال استنساخ  midi-chlorians إلى أجساد أخرى.

أخطاء بالباتين الكبرى في الحرب الأهلية المجريّة

عوامل عديدة ساهمت في ظهور تحالف المتمردين

المرحلة التالية من تاريخ الإمبراطورية تحت حكم بالباتين بدأت مع انطلاق الثلاثية الأصلية، وشهدت اندلاع الحرب الأهلية في المجرة. شكل سعي بالباتين للسيطرة المطلقة نقطة تحول حاسمة، حيث أدى الضغط المتزايد الذي مارسه على المجرة إلى إشعال تمرد واسع النطاق قاده تحالف المتمردين. وسط هذا الصراع، واجهت الإمبراطورية مقاومة عنيفة من شعوب المجرة الذين ناضلوا لإنهاء طغيانه واستعادة حريتهم. من أبرز الأخطاء التي وقع فيها بالباتين كان الفشل في إحكام الرقابة على عملية بناء نجم الموت، وهو ما أتاح لـ Galen Erso إدخال ثغرة أمنية جوهرية في تصميم السلاح المدمر. هذه الثغرة كانت السبب المباشر في تدمير نجم الموت لاحقًا، مما أضعف قبضة الإمبراطور بشكل كبير ومهد الطريق أمام انهيار هيمنته.

الخطأ التالي الذي ارتكبه بالباتين كان تقليله من أهمية العلاقة بين Luke Skywalker و Darth Vader. فقد ظن أن قوة الجانب المظلم ستكون كافية لإثارة التنافس بين الأب وابنه، حيث يسعى كل منهما ليصبح التابع الأول للإمبراطور، مع القضاء على الآخر. لكن الرابطة القوية بين Anakin و Luke أثبتت أنها أقوى من الإغراءات المظلمة. وفي النهاية كانت هذه العلاقة هي السبب الرئيسي في إنهاء حكم بالباتين كإمبراطور للمجرة بشكل حاسم في فيلم Return of the Jedi.

بالباتين: من الموت إلى العودة للحياة

عودة الجيداي لم تكن نهاية بالباتين

خلال الحقبة المظلمة، ألمحت خطط بالباتين أن “موت” الإمبراطور لن يكون نهاية لطغيانه. وبالفعل، نجح  Project Necromancerفي تحقيق ذلك، حيث سعى بعض من بقايا أتباع الإمبراطورية خلال حقبة الجمهورية الجديدة في عالم حرب النجوم إلى إعادة الإمبراطور للحياة عبر تقنية الاستنساخ، التي يبدو أنها خضعت لتطوير وتحسين على مدى عقود سابقة. كما عبّر Poe Dameron بشكل بإيجاز بليغ في فيلم Star Wars: The Rise of Skywalker عن عودته بقوله ” بطريقة ما، عاد بالباتين!”. غير أن “بطريقة ما” هذه تضمنت سلسلة من الأحداث المعقدة شملت مستنسخين معيبين، والقائد الأعلى Snoke، والنظام الأول the First Order، بالإضافة إلى كوكب خفي تابع للسيث يعرف باسم Exegol.

راي و”عائلة” بالباتين

كما كان متوقعًا خطة بالبتين للاستنساخ لم تعط دوما النتائج المرجوة منها

لعبت “عائلة” بالباتين دورًا، وإن كان غير مباشر، في عملية إعادته إلى الحياة. أثناء سعي بالباتين وأتباعه لإيجاد وسيلة لخلق مستنسخ يمتلك القدرات الكامنة الكاملة لـ “القوة”، تعرضوا لسلسلة من الإخفاقات. من بين هذه الإخفاقات ظهر مستنسخ يُدعى Dathan، الذي كان من القلائل الذين تم إنتاجهم بصحة جسدية سليمة بفضل جهود مشروع Project Necromancer الخاص ببالباتين. ومع ذلك، افتقر Dathan إلى اتصال قوي بـ “القوة”، مما جعله محط ازدراء من قِبل “والده” بالباتين. هذا الرفض المتكرر دفع Dathan في نهاية المطاف إلى ترك موطنه والابتعاد عن ظل الإمبراطور، ليبدأ رحلته الخاصة بعيدًا عن طموحات بالباتين.

ملاحظة:  يظهر Dathan لفترة وجيزة في فيلم Star Wars: The Rise of Skywalker، ولعب دوره .Billy Howle

في النهاية، استقر Dathan على كوكب Jakku، بعيدًا عن نطاق سيطرة الإمبراطور المحدودة. هناك التقى بـMiramir، وأسسا معًا عائلة. أنجب الزوجان ابنة، Rey، التي امتلكت قدرات استثنائية في “القوة”. وكما يعرف معظم عشاق Star Wars، تم استكشاف رحلة Rey في ثلاثية الأفلام المكملة، حيث اكتشفت أنها تُعد “حفيدة” للإمبراطور بالباتين من خلال الاستنساخ.

صعود The First Order والهزيمة الحاسمة للإمبراطور بالباتين

تجارب بالباتين الفاشلة وكيف أدت إلى سقوطه النهائي

من بين “الإخفاقات” الأخرى التي شهدتها محاولات استنساخ بالباتين، كان الجسد الذي أصبح فيما بعد القائد الأعلى. Snoke  من خلال Snoke، بدأ بالباتين في التلاعب بأشرار المجرة، مما أدى إلى تأسيس  .The First Order ومع بداية تشكيل ما يُعتبر إمبراطورية جديدة تحت قيادته، استغل بالباتين جسد Snoke كأداة للسيطرة على المجرة مجددًا، بمساعدة Ben Solo ، الذي أصبح الشخصية المظلمة Kylo Ren. وبينما كان “الجيش” الجديد يتشكل، كشف بالباتين في النهاية عن أنه كان العقل المدبر وراء صعود The First Order، ليكشف النقاب عن خطته الكبرى: .The Final Order  التي شملت أسطولا ضخما من مدمرات النجوم Star Destroyers ، المزودة بأسلحة شبيهة بنجم الموت Death Star ، بهدف تدمير أي كوكب يعارضه في سعيه للهيمنة على المجرة.

”باستخدام الاتصال بين Rey وBen Solo، تمكن بالباتين أخيرا من توفير طاقة كافية لإكمال جسده المستنسخ الذي يمتلك حساسية كاملة لـ”القوة”… “

كانت الخطوة الأخيرة في خطة بالباتين طويلة الأمد التي امتدت لقرابة قرن من الزمان، هي إطلاق القوة المزدوجة Star Wars’ Force Dyad. ” باستخدام الاتصال بين Rey وBen Solo، تمكن بالباتين أخيرا من توفير طاقة كافية لإكمال جسده المستنسخ الذي يمتلك حساسية كاملة لـ “القوة”.

ولكن، بالضبط في اللحظة التي كان بالباتين على وشك تحقيق جميع أهدافه فيها، قامت Rey باستدعاء الجيداي من الماضي ونجحت في هزيمته، مما أدى إلى القضاء النهائي على الإمبراطور بالباتين وإحباط مخططاته الطويلة، وتحرير مجرة Star Wars من طغيانه إلى الأبد.